|
|
|
Chapelle Saint Siméon le Stylite et Archange Michel
(Mar Semaan wa Mikhayil) d’Enfé |
|
كنيسة القديس سمعان العمودي ورئيس الملائكة ميخائيل – أنفه |
تقع كنيسة القدّيس سمعان العمودي ورئيس الملائكة ميخائيل في القسم الجنوبيّ من المنطقة الأثريّة في أنفه، غربي البلدة، مجاورة لكنيسة القدّيسة كاترينا، قرب الشاطئ. وهي الكنيسة المزدوجة الوحيدة في أنفه التي تضمّ هيكلين في المبنى نفسه واحد لكلّ قدّيس إلا أنّها شعبيًّا معروفة أكثر بكنيسة مار سمعان. أدخلت الكنيسة ضمن لائحة الجرد العامّ للأبنيّة الأثريّة بالقرار رقم ٤٧٥ تاريخ ٢١/١٠/١٩٥٩. يختلف الباحثون في تحديد زمن البناء. فيقول البعض إنّها بيزنطيّة ويقول آخرون إنّها من القرن السابع عشر أو الثامن عشر. وبعد التدقيق، اتّضح لنا أنّ كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بيزنطيّة أمّا كنيسة مار سمعان، فبنيت في القرن الثامن عشر.
كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل البيزنطيّة، شبيهة من حيث البناء بكنيسة البشارة المعروفة بـ"سيدة الريح". فهي عبارة عن نفق مستطيل يعلوه عقد سريريّ مقصوب ينتهي بحنية عند الهيكل. هي صغيرة الحجم من ناحية البناء وتحوي في أسفل حنية الهيكل على بقايا جداريّات "Peintures Murales". تنير هيكلها طاقة صغيرة حديثة بنيت العام ١٩٩٢ في حين يمكن للزائر الدخول إليها عبر بابها الغربيّ الصغير والوحيد القليل الارتفاع. وهي تتّصل بكنيسة القدّيس سمعان لجهة الشمال. فالمدقّق يلاحظ اختلاف هندسة الكنيستين وهذا الاختلاف أدّى إلى هدم الحائط الشمالي لكنيسة رئيس الملائكة (الجنوبيّ لكنيسة مار سمعان) وإنشاء كنيسة مار سمعان بطريقة مزدوجة مع أساسات كنيسة مار ميخائيل.
أما كنيسة القدّيس سمعان، فقد بنيت على ما يبدو في أواخر القرن السابع عشر – أوائل القرن الثامن عشر. أساليب البناء المعتمدة في هذا القسم من المبنى لا تسمح بإرجاعها إلى ما قبل هذين القرنين. فالكنيسة من الناحية المعماريّة عبارة عن مربّع أكبر حجمًا بكثير من الكنيسة الأخرى، يعلوه عقد مصلّب. ومن خصائص هذا السقف المصلّب أنّه يحتوي على جرار صوتيّة متناغمة مع البناء وتعمل على امتصاص وتخفيف وطأة الصدى والضجيج داخل الكنيسة. وهذه طريقة جديدة استعملت في البناء في القرنين السابع عشر والثامن عشر للتخفيف من تردّدات الأصوات أثناء الترتيل. وما يجعلنا أكثر دقّة في إرجاع تاريخ البناء إلى هذين القرنين هو استخدام الحصى وشحف الحجارة في سدّ الفراغات بين المداميك، والتي كانت تختفي عن الأنظار تحت الملاط الذي يغلّف الجدران. يمكن دخول الكنيسة عبر بابها الغربيّ القليل الارتفاع والذي تعلوه طاقة حجريّة مسدودة يعتقد أنّها كانت تحوي على أيقونة، وذلك بسبب النرتكس الذي كان قائمًا أمام مدخل الكنيسة والذي أكّد وجوده الرحالة "رينان" في أواخر القرن التاسع عشر.
تعرّضت كنيسة القدّيس سمعان ورئيس الملائكة ميخائيل لكثير من الأهمال. فقد استعملت مزربًا للماعز والدجاج. كما استخدمت في وقت لاحق كمخزن للملح ومطبخًا للجيوش الفرنسيّة أبان الحرب العالميّة الثانيّة. وكانت خلاء وملعبًا شتويًا لتلامذة مدرسة الحاصل. واستعملت أيضًا كمبنى لمعصرة حجريّة وهدّمت حجارة المداخل وبعض الواجهات واستعملت في بناء جدران بعض الملاحات المجاورة، كما عبث فيها صائدو الكنوز. كلّ هذا وبقيت بعض جدران كنيسة مار سمعان واقفة تتحدى العابثين بها في حين كانت كنيسة رئيس الملائكة صامدة ما عدا حنية الهيكل التي أعيد بنائها لاحقًا. تمّت في الكنيسة عدّة ترميمات بهمّة وإشراف المديريّة العامّة للآثار. لعلّ أبرز ما كان من ترميم في العام ١٩٩٢ حين رمّمت حنية هيكل كنيسة مار ميخائيل وعندها اتضح وجود بقايا الجداريات وذلك بعد إزالة الأتربة والردم. وتواصل العمل على بناء الواجهة الشماليّة لمار سمعان. ثم نظّفت الكنيسة من الأوساخ والأتربة ورُمّم مدخلها. كما ابتدأ العمل على سقفها ورُتّبت حجارتها من الداخل والخارج. فاتضح وجود اساسات الأيقونسطاس الخشبي القديم لكنيسة القدّيس سمعان وهي عبارة عن فجوتين مستطيلتين في أول جدران هيكل الكنيسة. استمرّت ورشة الترميم إلى العام ١٩٩٧ وكان آخر ما رمّم الواجهة الجنوبيّة الشرقيّة والانتهاء من سطح الكنيسة. أعيدت الخدم الليتورجيّة إلى الكنيسة في العام ١٩٩٨ في عيد مار سمعان. ومنذ ذلك الوقت إلى الآن، تقام الصلوات والقداديس في ٣١ آب و١ ايلول وفي ٧ و٨ تشرين الثاني من كل عام. كما تقام نشاطات واحتفالات مار سمعان في ساحة الكنيسة كلّ عام.
وابتداءً من العام ٢٠٠٣ أضيفت بعض الترميمات على الموقع. فتمّ تبليط ساحة الكنيسة وإقامة مسرح إلى جانبها وتنظيف وتبليط داخلها بالحجر الرمليّ المصقول. كما أنّ بعض المتبرّعين غطّوا تكاليف الأيقونسطاسين الجديدين للكنيسة المزدوجة. هذا والعمل جار لتكحيل وترتيب حجارة الكنيسة من الداخل والخارج وتأمين لوازم الكنيسة من أوانٍ مقدّسة وكتب ليتورجيّة وما إلى ذلك...
رعيّة أنفة، ٢٠٠٨
|
|
Page précédente |
|
|
|
|
|
|
|
|
© Université de Balamand, Mise à jour juin 21, 2010
|
|