إنّ المسيحيّين في قطنا وفدوا إليها منذ العام ١٩٧٠ وأقاموا فيها. ومن أقدم العائلات هم من بيت الزغت وسعدا والأنوف وداود وقطموز ونخلة ويارد وبيت المنير وفرحات العين وكان عدد العائلات المسيحيّة حوالى ٣٠ عائلة للروم الأرثوذكس و٤٥ عائلة للسريان الكاثوليك وفيها كنيستان إحداهما للسريان الكاثوليك تمّ بناؤها العام ١٩١٠. كما يوجد لهم دير كان مؤخّرًا مدرسة روضة حكوميّة.
أمّا الروم الأرثوذكس فكانوا يصلّون في بداية القرن العشرين في أحد بيوت الرعيّة في شارع الجلاء الذي يملكه اليوم شخص من آل الشعراني. وعندما استلم الأب جرجس الخوري من قرية عين الشعرا مهام الرعيّة، وُضع مخطّط لبناء كنيسة وبوشر بالبناء العام ١٩١٢ من تبرعات أبناء الرعيّة ومن الجولة التي قام بها الكاهن إلى أميركا لتأمين المال لاستكمال البناء. وقد انتهى العمل العام ١٩٢٢، ودشن البطريرك غريغوريوس الرابع حدّاد الكنيسة الجديدة التي كان يوجد إلى جانبها مدرسة روسية قديمة.
عمل الأب جريس العام ١٩١٨ على تأسيس جمعيّة خيريّة لتهتم بشؤون الطائفة آنذاك. وكان يرعى بالإضافة إلى قطنا سكان مزرعة مبيا الواقعة غرب مدينة قطنا. وكان يقطنها بعض العائلات من آل عبدو الحدّاد والصيفي ونصرالله. وكانت المزرعة لآل نخلة. ولكن بعد العام ١٩٢٥ والخلاف بين المسيحيّين والدروز في قلعة جندل بدأ مسيحيو قلعة جندل بالنزول إلى قطنا وكان آخر الوافدين إليها من هناك شفيق كسيري. ولم يبق أحد من أهالي قلعة جندل المسيحيّين فيها، لكنهم ما زالوا يزورون القرية لوجود أراضٍ زراعيّة لهم فيها، وأيضًا كون المنطقة هي منطقة عسكريّة بامتياز ولوجود عائلات مسيحيّة من مختلف أنحاء سورية يقطنون قطنا ويمتلكون منازل فيها ولم يعودوا إلى بلداتهم وأصبح عدد بيوت الرعيّة العام ١٩٨٠ حوالى ٥٠٠ عائلة أرثوذكسيّة. وبسبب أن الكنيسة بحاجة لترميم، تقدّم مجلس الرعيّة العام ١٩٧٥ إلى المقام البطريركي لدراسة أمر بناء الكنيسة، فأرسل غبطة البطريرك مثلّث الرحمات المهندس فريد دوماني وتقدّم بمشروع ترميمها ولكن بسبب عدم توفّر الأموال اللازمة لذلك تأجّل الأمر. ولكن في العام ١٩٩٣ تقدّم مجلس الرعيّة بمشروع ومقترحات لصاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع من أجل أنّ الكنيسة لم تعد تستوعب المؤمنين فيها ومن بين هذه الاقتراحات كان ترك الكنيسة القديمة وترميمها على وضعها الراهن. ثانيًا شراء قطعة أرض وبناء كنيسة ثانية وثالثًا هدم الكنيسة وبناء كنيسة جديدة مكان الكنيسة القديمة، مع العلم أن مساحة الكنيسة القديمة هي ١٧٥م ٢ وحاليًّا عدد عائلات الرعيّة بحسب الإحصاء الذي تمّ العام ٢٠٠٥ هو ٨٠٠ عائلة.
تمّ هدم الكنيسة القديمة العام ١٩٩٥ ووضع البطريرك اغناطيوس الرابع (هزيم) حجر الأساس للكنيسة الجديدة في ١١ آب ١٩٩٥، ودشنها العام ٢٠٠٥ ولكن الكنيسة لم يتمّ الانتهاء من العمل بها وبسبب الحاجة الماسة لاستخدامها الراهن لها. مساحة الكنيسة ٨٠٠ م ٢ وتستوعب ١٠٠٠ مصلّي جلوسًا. وقد أنفق على استكمال البناء أبناء الرعيّة ودعم البطريرك إغناطيوس الرابع (هزيم) وتبرعات جمعت من رعايا لا سيما في أميركا.
الأب فادي حدّاد، قطنا، النشرة، دمشق، بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، العدد الأول ٢٠١٠، ص ٤٤-٤٥.