وصف وتاريخ

تقع الكنيسة وسط مدينة اللاذقية في محلة القلعة-حارة الفوقانية في الزاوية الشرقية من تقاطع شارع عدنان المالكي مع شارع المثنى بن حارثة وهي بناء قديم من الحجر الرملي والواضح انه بني على عدة مراحل ويصفها الباحث جمال حيدر في كتابه "اللاذقية واهم المعالم الأثرية والسياحية" بانها "عبارة عن بهوين مسقوفين بمجموعة من القبوات المتقاطعة المشيدة من الحجر الرملي، يوجد فيها أيقونسطاس من الخشب المشغول جيدًا ويقال أنه جلب خصيصًا من روسيا.

تأسست هذه الكنيسة على ما تشير المراجع والرخامة المتموضعة على حائطها الأمامي في القرن الخامس ميلادي وكانت إلى وقت متأخّر الكاتدرائية في اللاذقية. تحتوي الكنيسة على أيقونات أثرية قديمة جدًا، يوجد فيها حوالي ٤٢ أيقونة أثرية، ذات أهمّيّة فنّيّة ودينيّة، القيمة الفنيّة تكمن بأنّ الأيقونات مرسومة وفق أربع مدارس: هي المدرسة الحلبية، والمدرسة الأورشليمية، والمدرسة الأنطاكية، والمدرسة اليوناينة، وكل مدرسة من هذه المدارس تملك نمط معين يميزها، لكن أشهرها هي أيقونات المدرسة الحلبيّة. تضم الكنيسة محرابًا من الخشب الدقيق الصنع والمزين بنقوش بديعة ولعله أجمل قطعة فنّية، وقد تم صنعه في العام ١٧٢٠م كما هو مدون عليه أي بالفترة الزمنية ذاتها التي رُممت فيها الكنيسة إثر انهيار الجدار الشمالي والغربي.

الأضرحة

يوجد عند جدار الكنيسة في الزاوية الشمالية الغربية ضريحين لإثنين من البطاركة وهما: البطريرك فيوفيتوس (١٦٧٤ – ١٦٨٤م) والبطريرك فليمون (١٧٦٦ - ١٧٦٧م). وفي سنة ١٧١٣م توفي باللاذقية المطران إغناطيوس الذي شرطن سنة ١٦٨٨م واحتل المنصب بعد وفاة ناوفيطوس ودفن في هيكل كنيسة مار موسى، حيث تضم الكنيسة هيكل مار موسى وهو كل ما تبقى من هذه الكنيسة، وهناك أراء تقول أن الكنيسة تحوي على سبع مقابر للمطارنة الذين كانوا يقومون عليها.

الترميم

ويذكر عدد من المؤرّخين ومنهم أبو المحاسن جمال الدين بن تغري يردي إنه لم يسلم في اللاذقية إثر الزلزلة التي حدثت العام ١١٥٧م غير كنيستها الكبرى أي كنيسة القديس نيقولاوس. وبسبب تكرار الزلازل في مدينة اللاذقية وبخاصة الزلزال الكبير الذي ضرب كافة أنحاء سورية العام ١٨٢٢م أصيبت الكنيسة باضرار واستعدى الأمر القيام بأعمال ترميم متعددة وسأذكر هنا عدد لا بأس فيه من الترميم الذي خضعت له الكنيسة: